في الحقيقة يعتبر حق الانسان في الحياة من أهم الضروريات الخمس التي ترعاها مختلف الشرائع والمواثيق الدولية ، وأن الاخلال به عن طريق مختلف الصور التي حددها القانون يوقع مرتكبه في جزاء جنائي قد يصل إلى الاعدام أو المؤبد .
ولأن الوطن يعيش خلال هذه الايام لحظات عصيبة و حاسمة في إطار محاربته لوباء كورونا الفتاك بالنفس، فإن الذين يقومون بتصرفات خارقة لهذا الهدف الوطني فإنهم يسببون بشكل عمدي في قتل أنفس بشرية لشيوع علم الصغير والكبير بطرق انتقال هذا الفيروس عن طريق العدوى وأثر ذلك على المصاب، ولذلك فإن ما نشاهده اليوم من تمرد قلة قليلة على تدابير الحجز الصحي فإنهم في الحقيقة يسببون عمدا في ايذاء المواطنين والساهرين على سلامتهم، ولذلك فإن الشرع الاسلامي لم يتساهل مع مثل هذه المظاهر التي خصها الله سبحانه وتعالى بالعديد من الآيات اكتفى في هذه الحلقة بما ورد في سورة النساء الآية 93 وقوله تعالى “ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه وأعد له عذابا عظيما”.
بلاغ رئاسة النيابة العامة ليوم الخميس 2 أبريل 2020 يتضمن متابعة 4835 شخصا.
ولأن النفس تقع في مستوى واحد مع الدين وباقي الضروريات الاخرى بخصوص حفظها وزجر من يتعدى حدودها ، فإن التاريخ حافل بأمثلة تجسد مدى التشدد مع المتسببين في انتهاك واحد أو أكثر من الضروريات الخمس ففي سنة 127هجرية وقف خالد بن عبد الله القصري أمير العراق على المنبر في صلاة عيد الاضحى وقد تفاقمت فتنة الجعد بن درهم الذي أثار أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما فقال الخطيب اذهبوا فضحوا بأضاحيكم أما أنا فسوف أضحي بالجعد بن درهم ونحره عند المنبر كي ينهي الفتنة التي لحقت الدين باعتباره رأس الضروريات الخمس.
ولذلك فإن تذييل المرسوم 2.20.292 المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية بعقوبة سالبة للحرية مع الغرامة اتجاه المخالفين لأحكامه قد لا يفي بالغرض اذا ما انتشر الفيروس بشكل غير متحكم فيه، والامل معقود على صحوة المواطن ووعيه بجسامة جزاء ايذاء الآخرين في الدنيا والآخرة.
الاستاد نور الدين بن محمد العلمي/محام بهيئة اكادير