الحاج أوزان: أو الملقب ب:”خالي”، هو العبقري المعروف بميناء أكادير الذي تحول إلى مخترع يتصدى ل”كورونا” بطريقة مثيرة.
فقبل سنوات من الآن كان الحسين أوزان أحد الوجوه الأكثر شهرة بميناء أكادير، حتى أن غالبية مهنيي الميناء، لاسيما في قطاع الصيد الساحلي أصبحوا يلقبون الرجل ب “خالي” دلالة على القرب والحب الذي يحضى به أوزان، لدى كل من صاحبه أو صادفه، ليصبح هذا اللقب الأكثر شهرة في أوساط مهنيي اكادير.
الحسين أوزان الرجل الذي تدرج في أسلاك مهنة الميكانيك البحري المرتبط بمحركات مراكب وسفن الصيد من متعلم إلى معلم ، اختار مع الوقت مغادرة ورشته بميناء المدينة ، والاعتكاف بورشة صغيرة، على مقربة من بيته، بقصبة الطاهر بمدينة ايت ملول، حيث حول هذه الورشة إلى مختبر لمجموعة من التجارب، التي حولت وجهة الرجل في إتجاه علوم الفلك، والصناعات البديلة ، أثمرت مجموعة من الأفكار والمشاريع، التي حضيت بإشعاع كبير تجاوز صيتها حدود البلاد، لتصل إلى أقصى المشرق وأوربا.
ولم يترك الحسين أوزن فرصة وباء كورونا تمر، دون الإدلاء بأفكاره ، فشعاره في الحياة يؤكد الرجل ينطلق من مقولة مفادها أن “العافية أو النار إذا كانت مشتعلة فعلى كل واحد المساهمة في إطفائها بأي وسيلة توفرت لديه “، وجائحة كورنا اليوم تنتشر بشكل رهيب في كل بقاع العالم، وبلدنا ليس بالإستثناء. وهو ما يفرض الرجوع إلى العبقرية المغربية، التي بدت تفاصيلها واضحة، من خلال مجموعة من الإجراءات والتدابير الإحترازية، التي اتخذتها البلاد بشكل استباقي بقيادة جلالة الملك. ما جنب المغرب مآسي كان سيكون وقعها أكثر كلفة على مستوى الأرواح البشرية بسبب الفيروس المستجد.
فكرة أوزان في التصدي لكوفيد19 ، تنبني حسب تعبيره ، على أقوال عدد من الباحثين الذين اكدوا أن فيروس كورونا يفقد نشاطه بشكل أكبر مع ارتفاع درجات الحرارة. هذا المعطى الذي شكل مصدر إلهام عند أوزان ، حيث تبادرت إلى دهنه فكرة تصنيع جهاز للتنفس، يكون قريبا من الإنسان المريض، داخل قاعة التمريض، إذ سيوفر هذا الجهاز في مرحلة أولى الأوكسجين الدافئ، إنطلاقا من 20 درجة، ويزداد تدريجيا حتى يصل إلى 40 درجة فما فوق حسب قدرة المريض وبمواصفات الطبيب، وذلك بشكل متقطع .
وأوضح أوزان أن فكرته انطلقت من كون مجموعة من المناطق بالمغرب، تصل فيها درجة الحرارة إلى 44 درجة، وقد تصل أحيانا إلى 50 درجة. وهو ما يعني أن الإنسان بإمكانه تحمل هذه الدرجة من الحرارة. لدى فالجهاز الذي يقترحه الرجل، سيتوفر على خاصية التحكم في رفع درجة حرارة الأوكسجين، ليستنشقها الإنسان الذي هو في بداية الإصابة بالفيروس، وليس الإنسان الذي بلغ درجات متقدمة من انتشار الوباء ووصل للتنفس الصناعي . فالجهاز هو موجه بالدرجة الأولى للحالات التي يعد الفيروس بها في بدايته حسب تعبير المصدر.
وسجل المصدر أن المتعارف عليه لدى خبراء الصحة، ان الفيروس يصيب أولا “الخلايا المبطنة للحلق والقصبة الهوائية والرئة، حتى يجعلها تنتج كميات ضخمة من الفيروسات الأخرى التي تصيب المزيد من الخلايا”. لدى و في اعتقاد أوزان، فإن صناعة جهاز للتنفس يراهن على تزويد المريض عبر الإستناق، بالأكسجين الدافئ والحار لمدة محدودة، ولمرات متتالية، في سقف زمني للعملية لا يتجاوز الدقيقة، بين مرتين حتى خمس مرات في الدقيقة حسب قدرة المريض. سيعطي أكله في مواجهة الوباء، خصوصا إذا وفرنا هذا الجهاز الذي لن تكلف صناعته وفق تصريح المصدر للبحرنيوز، استثمارات كبيرة بكل المستشفيات المغربية، بعد دراسة الفكرة من طرف المختصين وموافقتهم على نجاعة الجهاز، خصوصا من طرف الأطباء الذين هم اليوم في الصفوف الأمامية في معركة البلاد ضد كوفيد19 . إذ إلتمس المصدر من وزارة الصحة ومعها الأطباء دراسة فكرته، فاتحا هاتفه أمام المهتمين من أجل إثراء الفكرة ومواصلة النقاش حول الموضوع ( رقم الهاتف النقال 0666342969).
ولم تتوقف مجهودات الحسين أوزان عند هذا الحد ، فقد انخرط الرجل في إعداد كمامات واقية ، كما قام بصناعة بوابة لتعقيم مرتادي الإدارات، بينها واحدة تم تركيبها ببوابة ولاية أكادير ، حيث يرى أوزان بأن الظرفية تفرض تلاحم الشعب المغربي وراء جلالة الملك ، والعمل على تجاوز هذه المرحلة الصعبة كنوع من التحدي الغير غريب على المغاربة ، لتنطلق البلاد من جديد في بناء مستقبلها، انطلاقا من الخلاصات التي تراكمت اليوم، لتتحدد معها مجموعة من الأولويات، سترسم من دون شك خارطة الطريق نحو المستقبل القريب.
البحر نيوز