أضحى المشهد التعليمي المغربي أكثر حاجة من أي وقت مضى إلى تفعيل حقيقي لمطالب إدماج الكنولوجيات الحديثة في التدريس التي طالما ينادي بها الفاعلون التربويون منذ بداية طفرة الاتصالات والتكنولوجيات قبل عقدين من الزمن.
ومع بداية حالة الطوارئ الصحية ببلادنا وتوقف الدراسة في الفصول الدراسية والمدرجات الجامعية ، فرض هذا النوع التعليمي نفسه كبديل أساسي لضمان التحصيل الدراسي واتمام المقررات بالنسبة للتلاميذ المغاربة حتى وهم في داخل بيوتهم.
وفي هذا الصدد، يؤكد خبراء باحثون أنه حان الوقت لإدماج فعلي للتكنولوجيات الحديثة في التعليم الجامعي حتى ولو بعد زمن الطوارئ الصحية ،لما لذلك من أهمية قصوى في سرعة الإدراك لدى الطلبة وامكانية التواصل والتفاعل كل بحسب حاجته التعليمية بلا قيود الزمن ولا عراقيل التنقل إلى حرم الجامعات والمؤسسات .
وصرح إلياس ماجدولين نائب رئيس الشؤون الأكاديمية بالجامعة الدولية بأكادير أنه منذ الوقت الذي توقفت فيه الدراسة داخل فصول الجامعة تزمنا مع حالة الحجر الصحي ،تحول الحرم الجامعي بالجامعة الدولية بأكادير، إلى مايشبه استوديو لتصوير عشرات الحلقات والدروس والعروض من أجل بثها عن بعد وضمان إتمام ما تبقى من البرامج والمقررات الدراسية في تواصل دائم مع الطلبة ومؤطريهم.
إلى ذلك، تمت معالجة عشرات المجزوءات الجامعية في أزيد من 2000 مقطع فيديو تعليمي وفق أجندة زمنية محددة وبإشراف مباشر من المختصين التربويين؛ ستعزز العرض التربوي والمحتوى التعليمي في الظرفية الاستثنائية الحالية وتستجيب للحاجيات الملحة الراهنة ، أيضا حتى فيما بعد فترة الطوارئ الصحية.
ووفق ذات المصادر ، يتم بث هذه المحتويات الرقمية مجانا عبر منصات ومواقع الكترونية تعرف متابعة يومية من طرف الطلبة وتضمن تواصلا بينهم وبين مشرفيهم في المؤسسات الجامعية ؛( مثلا منصة 9rayti.com التي توفر أزيد من25000 مورد رقمي تعليمي من إنجاز أساتذة ومؤطرين.)
ويرى مختصون أنه من أجل إنجاح هذا النوع التعلمي الذي أثبت فعاليته لابد من مبادرات مماثلة لتعميمه وتوسعة مجالاته تحقيقا لمبدئ تكافؤ الفرص أمام الجميع وهو ما يتطلب استثمارات وجهودا إضافية في هذا الجانب .