التضخم وظهور سوق سوداء.. هكذا ستؤثر العقوبات الغربية على اقتصاد روسيا
بدأت العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا بسبب غزو أوكرانيا بإلقاء ظلالها على الاقتصاد الروسي، حيث باشرت السلطات التخطيط لسبل مواجهة أي آثار غير مرغوب فيها.
ويظل الهاجس الأكبر بالنسبة للسلطات الروسية هو إمكانية تشكل سوق سوداء جراء العقوبات المذكورة ووقف العمل ببطاقات الدفع المصرفية وارتفاع الأسعار.
في هذا الصدد، أكدت صحيفة “كومرسانت” انسحاب العديد من عمالقة التجارة الدولية من السوق الروسية، كما ذكرت أن المجموعات الكبرى للبيع بالتجزئة لحظت زيادة في شراء المواد الأساسية.
وأضافت الصحيفة أن وزارة التجارة تتخوف من نشوء سوق سوداء موازية للبيع، مشيرة إلى أن بعض المواد عرفت إقبالا كبيرا على شرائها بكميات وصلت إلى أطنان عدة، أكثر مما ينبغي للاستخدام فردي، وذلك بهدف إعادة بيعها.
وفي مسعى منها للتصدي لهذا الأمر، أمرت الوزارة شبكات المتاجر الاستهلاكية بفرض قيود على الكميات التي يمكن لكل مستهلك أن يشتريها.
وإلى جانب ذلك، ذكر اقتصاديون روس في حديثهم للصحيفة أنه من المحتمل تحديد سقف أسعار نحو 20 من المواد الغذائية الأساسية، من اللحوم والأسماك والحليب، إلى الطحين والسكر والزيت، وصولا الى الأرز والخبز والبطاطا، وذلك في مسعى لكبح التضخم.
وأكدت صحيفة “كومرسانت” أن ارتفاع الأسعار في روسيا بات واقعا رغم غياب أي احصائيات شاملة، مشيرة عبر موقعها الإلكتروني إلى أن اجتماعا لبحث هذا الأمر سيعقد الأربعاء المقبل مع بلدية موسكو.
وفي سياق متصل، أكدت الصحيفة أن البنك المركزي الروسي طلب من المصارف التوقف عن نشر أرقام أدائها المالي اعتبارا من فبراير، وذلك للحد من المخاطر التي تتعرض لها مؤسسات الائتمان بسبب عقوبات الدول الغربية.
وإضافة إلى ذلك، يواصل الروبل تراجعه الحاد مقابل العملات الأجنبية كالدولار واليورو، في حين أعلنت شركتان يوم السبت المنصرم أنه سيتم وقف العمل بالبطاقات الصادرة في روسيا، أكان للاستخدام الخارجي أم المحلي.
وفي ذات السياق، أكد مصرف “ألفا بنك” أن بطاقات “فيزا” و”ماستركارد” الروسية ستتوقف عن العمل خارج البلاد اعتبارا من منتصف ليل الخميس 10 مارس، مشيرا إلى أنه سيبدأ بالعمل على إصدار بطاقات “يونيون باي” (UnionPay)، النظام الصيني المشابه لفيزا وماستركارد.
ونظرا للمشاكل التي سيسببها هذا الوضع، أمر مصرف “ألفا بنك” الروس المتواجدين في الخارج بسحب سيولة كافية، في حين طمأن الروس في الداخل إلى أن الوضع تحت السيطرة ولا شيء سيتغير عند اعتماد بطاقات “يونيون باي” الصينية.