وجدت قيادة عصابة “البوليساريو”، نفسها في مأزق حرج لا تحسد عليه، بعد تسريب بيانات لوزارة الدفاع الإسبانية، متعلقة بالمبالغ المالية التي تنفقها الجارة الإيبيرية، على معاشات “قدماء المحاربين الصحراويين”.
ووفق ما جاء في البيانات، فالدولة الإسبانية تنفق ستة ملايين يورو سنويا، كمعاشات لفائدة الجهة المشار إليها.
لحدود الساعة يبدو الخبر “عاديا”، لكن الخطير في الأمر، هو ما تم الكشف عنه، حيث تستفيد قيادة الكيان الوهمي بدورها من هذه المعاشات، في فضيحة هزت العصابة.
ومن ضمن المستفيدين من هذه المبالغ المالية، المدعو “ابراهيم غالي” الذي يعتبر نفسه رئيسا لتجمع لا يوجد إلا في مخيلته ومريديه.
في ذات السياق، قررت إسبانيا تجميع جميع المعاشات بمختلف أنواعها، وجعلها تابعة لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، دون أن يشمل القرار معاشات الصحراويين.
ما أقدمت عليه السلطات الإسبانية، يظهر بالملموس أن الأخيرة بدأت في التصفية الميدانية والقانونية، والتخلص نهائيا من تركة ملف الصحراء المغربية، خصوصا بعد الإعلان التاريخي الأخير لرئيس الحكومة الإسبانية، حول القضية الوطنية.
من جهته دخل منتدى “فورساتين” المناوئ لتوجهات الجبهة على الخط، وأوضح أن “البوليساريو” استغلت ملفات المتقاعدين سياسيا، وتاجرت بها، حيث كانت تبيعها تمثيلياتها باسبانيا للأجانب، بمبالغ طائلة ليقدموها للسلطات الاسبانية كأبناء هؤلاء المتقاعدين للحصول على الجنسية.
وشدد المنتدى المذكور، على أن القرار الإسباني، يفهم منه أيضا بشكل واضح أن اسبانيا ماضية بشكل رسمي في التخلي عن ملف الصحراء عموما، وأن عزل ملف التقاعد عن باقي الملفات إشارة إلى الانكباب على التخلص من تلك التركة الثقيلة والمكلفة لقضية الصحراء ، والتي جرت عليها أزمات سياسية هي في غنى عنها، حسب “فورساتين”.