أكادير24
الآن..
وعلى مسافة من غياب جواب شاف ومقنع عن تأجيل / إلغاء الزيارة الملكية لأكادير… تلك المدينة التي انفردت بسبق استثنائي جمع بين تزيين الأرصفة وطلائها ليقوم ( الطراكس) وبكل الهدوء لإزالتها.. وبما يشبه تماما هذه الانكسارات التى تعرضت لها آمالنا الكبيرة – كساكنة – على هذه الزيارة الملكية الميمونة…
تلك الآمال التى تنام على خبر الزيارة… لتستيقظ على نقيضه بما يفيد التأجيل وتأجيل التأجيل…وحتى الإلغاء.. وما صاحب هذا السبق المفترى عليه من خيال يطيح رؤوسا هنا.. ويعيّن مسؤولا هناك.. وو
نعم.. كانت آمالنا كبيرة جدّاً…انفجرت بشكل تلقائي وعفوي لحظة تشريف صاحب الجلالة ( في خطابه الأخير) أكادير وبعمقها الجهوي بهذا الموقع الجغرافي باعتبارها واسطة العقد وهي بهذا المعنى بقدر ما تحسم الحدود البرية لبلدنا إلى جانب الحدود البحرية التى صادق عليها البرلمان أخيرا.. بقدر ما أعادت لنا الأمل والتفاؤل في رفع هذا التهميش التى طال المنطقة خلال هذين العقدين الأخيرين زاد من يقينيته ماجاء في نفس خطاب جلالته
فالمسافة بين أكادير وطنجة، هي تقريبا نفس المسافة، التي تفصلها عن الأقاليم الصحراوية
وليس من المعقول أن تكون جهة سوس ماسة في وسط المغرب، وبعض البنيات التحتية الأساسية، تتوقف في مراكش، رغم ما تتوفر عليه المنطقة من طاقات وإمكانات
منذ ذاك التاريخ ( 6 نونبر) ونحن نترقب هذه الزيارة إلى حاضرة ذات طابع استثنائي وسط الحواضر المغربية الكبرى إذ تعتبر أكادير المدينة التى ساهم جميع المغاربة في إعادة بنائها من خلال ضريبة أكادير.. إلى جانب مجموعة من الدول والمنظمات والهيئات..
تلك المدينة التى ما زالت تحمل وعدا للملك المغفور له محمد الخامس على شكل جدارية وسط المدينة.. بل وغرس المغفور له شجرة ارز باحشاش( اكي البوض)..والذي حلّ بالمدينة 1 مارس 1960 و زار جل الأحياء التي تعرضت للزلزال تالبورجت – احشاش – المدينة الجديدة و فونتي فيما مكث الأمير آنذاك مولاي الحسن ولمدة طويلة وهو يتابع عمليات الإنقاذ..وإعادة الإعمار… لتتأهل وبسرعة نحو قدرها التاريخي ويعلن فيها المغفور له الحسن الثاني انطلاق المسيرة الخضراء كحدث دولي بارز في تاريخنا المعاصر…
الآن وهي على مشارف الذكرى الستّين لهذا القدر الإلهي.. كان أملنا من الزيارة الملكية إعادة الاعتبار لهذه الذاكرة المنسية المختزلة في ما تبقى من أسوار قصبةأكادير أوفلاّ… كموروث ثقافي وحيد وبكل رمزيته التاريخية والجمالية تركت للإهمال والتهميش وتحوّلت إلى حانة كبيرة فوق جثامين شهداء زلزال 1960.. أمام هذا العجز الفاضح للمسؤلين وأصحاب ذوي القرار محليا وجهويا..
كنّا نأمل أن يعاد الاعتبار إلى هذه المقبرة الفريدة والوحيدة عالميا والتي شاءت الاقدار أن تتجاور فيها جثامين من الديانات الثلاث تماما كما تجاورت بيوتهم يوما ما بهذه المدينة قبل القدر الإلهي..
كنّا نأمل من الزيارة الملكية أيضا تدشين المستشفى الجامعي لما سيوفره من خدمات صحية واستشفائية تخلصنا وبشكل نهائي من معاناة التنقل خارج الجهة وما يترتب عن ذلك من إرهاق مادي ومعنوي للمريض ولمحيطه العائلي..
كنا نأمل من زيارتكم ياصاحب الجلالة إعطاء الانطلاقة لهذا المشروع الضخم لتحلية مياه البحر.. كعملية استباقية ضد شبح العطش الذي بدأت تظهر ملامحه في سوس عموما.. بل ويزداد حدة أمام قلة التساقطات خلال هذه العشرة الأخيرة…
تلك كانت آمالنا بهذه الجهة التي ذهبت ضحية مسؤوليها ومن كل المواقع والمؤسسات الدستورية ولائيا وجهويا.. ونحن نعيش اسوأ ما يمكن أن يصيب المدينة هو أن تسير من أشخاص لا تعني لهم أي شيء ولا يعرفون معنى الانتماء إلى المكان ورمزيته
وهم بهذه الصفة نتحمل وزر لامبالاتهم وتقصيرهم في أداء واجباتهم الدستورية…
من نتائجها حرمان المدينة والجهة بشكل عام من البرامج والمشاريع التى عادت ما تكون مرافقة للزيارات الملكية للمدن المغربية..
فإذا كان أملنا كبير في أن تحقّق الزيارة الملكية يوما ما..لجعل مدينة أكادير والجهة مركزا اقتصاديا يربط بين الشمال والجنوب كما في خطاب جلالته.. فإن ذلك لا يمكن أن يجده طريقه أمام بقاء هؤلاء الجاثمين على مراكز القرار…
إلى حين ذلك…
فكلنا أمل كبير… ومازال… كي نرى نحن أيضا صاحب الجلالة بشوارع مدينتنا…
كما عوّدنا في السنوات الأولى من عهده.
بقلم: يوسف غريب