يواصل الحريق المندلع بواحة “تاركا نتوشكا” بإقليم اشتوكة ايت باها، نهاية الأسبوع المنصرم، إثارة التفاعلات، حيث أطلق مجموعة من النشطاء دعوات إلى تعزيز “الوعي المجتمعي” تزامنا مع موجة الحر المستمرة بالعديد من مناطق المملكة.
وفي تعليقه على الحادث، أوضح جمال أقشباب، الباحث في قضايا البيئة والمناخ والتنمية المستدامة، أن هذا النوع من الحرائق يرتبط بشكل وثيق بالحرارة المفرطة التي يشهدها المغرب خلال فصل الصيف، إلا أنه نبه في المقابل إلى أن العامل البشري لا يزال حاضرا، سواء من خلال الإهمال أو الأفعال المتعمدة.
وأكد أقشباب أن الحرائق ليست نتيجة طبيعية فقط، بل كثيرا ما تكون نتيجة ضعف في الوقاية، مبرزا أن فقدان الوعي المجتمعي بهذا الخطر المتكرر يزيد من تعقيد الوضع.
وانتقد ذات المتحدث محدودية جهود التوعية في المناطق الجبلية والغابوية، مشيرا إلى أن السكان في هذه المناطق غالبا ما يفتقرون إلى المعلومات الأساسية حول سبل الوقاية من الحرائق، رغم أنهم يوجدون في بؤر الخطر المباشر.
ومن هذا المنطلق، دعا الباحث في قضايا البيئة والمناخ والتنمية المستدامة إلى إطلاق برامج تحسيسية دائمة تستغل الوسائط المتاحة، من إعلام ووسائل تواصل اجتماعي، من أجل الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للمخاطر.
من جانبهم، طالب عدد من الفاعلين في المجال البيئي بوضع خريطة وطنية لتتبع الكوارث الطبيعية، معتبرين أن غياب رؤية استباقية يجعل التعامل مع مثل هذه الكوارث محدود النجاعة.
وشدد هؤلاء على أهمية تعزيز آليات التوعية والتحسيس في هذه المرحلة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها المغرب، والتي تتجلى أساسا في ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق خلال فصل الصيف، ما يزيد من احتمالية اندلاع الحرائق وتوسع رقعتها.
وتضع الحادثة الأخيرة، وإن لم تكن الأولى من نوعها، مسألة التوازن بين العوامل الطبيعية والبشرية في قلب النقاش البيئي، وتطرح بإلحاح ضرورة الارتقاء بوعي الأفراد، خاصة في المناطق المعرضة لمثل هذه الكوارث الموسمية، لضمان حماية ما تبقى من الثروات الطبيعية.
التعاليق (0)