بعد تقرير البنك الدولي الذي أشار إلى أن المغرب يعد من بين الدول التي ترتفع بها نسبة تلوت المياه أصبح لازما على الدولة المغربية اتخاذ إجراءات استعجالية واستباقية ناجعة للحد من هدر هذه المادة الحيوية وضياعها بسبب هذه الزيادة في نسبة التلوث .
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد دق في خطاباته السامية ناقوس الخطر فيما يتعلق بأزمة الماء التي بدأت بوادرها تهدد المغرب من الناحية المنظومية.
وتنفيذا للتوجيهات الملكية في هذا الشأن لجأت السلطات المختصة إلى مصادر مائية غير اعتيادية من خلال نهج منظومة إعادة استعمال المياه العادمة في سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف في المدن والتجمعات الحضرية بغاية الحفاظ على الماء الشروب الذي كان تلتهمه هذه المناطق الخضراء سابقا بكثرة و بنسب مرتفعة جدا .
ومن بين الإجراءات التدبيرية المستعجلة والاستباقية المتخذة تلك التي دشنها جلالته في إحدى زياراته لسوس حين أعطى انطلاقة بناء أكبر محطة لمعالجة المياه العادمة بتراب عمالة إنزكَان أيت ملول ونعني بها “محطة لمزار” كأول مشروع بالجنوب سيمكن من معالجة هذه المياه وإعادة استعمالها من أجل الحفاظ على البيئة من جهة وتقليل الضغط على الفرشة المائية(الجوفية والباطنية)وحمايتها من الإستنزاف.
ومكن هذا المشروع مدينة أكادير فيما بعد عبر الاستفادة من هذه المياه المعالجة لسقي المساحات الخضراء المدرجة في برامج تأهيل المساحات الخضراء في مخطط التهيئة الحضرية لمدينة أكادير وفي هذا الصدد أكد الأستاذ حفيظ كوراج في مقابلة معه تم توثيقها بالصوت والصورة من قبل نادي الإعلام والسينما في سياق رحلته الدراسية التي نظمها نحو محطة المزار على أن هذه المحطة تتوفر على طاقة استيعابية تصل إلى 30 ألف متر مكعب يوميا… ما يشكل عبئا ثقيلا علينا من الناحية التقنية وخاصة عندما تستقبل المحطة أحيانا نسبة كبيرة ومتفاوتة من كميات المياه المستعملة لمعالجتها مقارنة مع الطاقة الاستيعابية لأحواض هذه المحطة.
فالمحطة يقول المتحدث تقوم بدور مهم في معالجة المياه العادمة والمستعملة فعوض أن يتم رميها ملوثة في البحر تقوم المحطة بإعادة استعمالها بعد خضوعها للمعالجة، وعوض أن يتم إرسال تلك المياه المعالجة إلى البحر عبر أنبوب يبلغ طوله كيلومترا واحدا.
كما تم استغلال هذه المياه المعالجة، يضيف المتحدث، في سقي المناطق الخضراء، لحماية البحر من التلوث من جهة، وضمان استدامة مياه الشرب لساكنة أكادير الكبير من جهة ثانية.
وفي ختام هذه المقابلة اقترح المسؤول التقني حفيظ كوراج حلولا ناجعة لاستدامة الموارد المائية حث من خلالها المستهلك على ترشيد استعمال المياه بعدم إسرافه فيها وذلك تماشيا مع الدين الإسلامي الذي حث الجميع على الحفاظ على المادة الحيوية لأنها هي جوهر الحياة على الأرض.
كما نصح أرباب المعامل والمصانع بضرورة استخدام نظم المعالجة الأولية قبل أن ترمى في قنوات الصرف الصحي وتتلقاها المحطة حتى لا تساهم إفرازات تلك المعامل في تلويث الأرض والبحر، وفي انسداد قنوات الصرف الصحي وغيرها من السبل العلمية والتقنية الكفيلة بالحد من ظاهرة التلوث من جهة والحفاظ على الفرشة المائية من الاستنزاف من جهة أخرى.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.