احتجاجات المغاربة ضد جواز التلقيح الامتحان الصعب للسلطة السياسية
خرج المغاربة في مد ن كثيرة للاحتجاج ضد جواز التلقيح الدي الزمته الحكومة الجديدة، والظاهر أن الحكومة تتعامل مع هذه التظاهرات باسلوب فرض الامر الواقع بدل البحث عن مخرج يحفظ كرامة المغاربة فهل تنجح القوة في اسكات صوتهم!؟
أن النقاش الدائر في المغرب حول جواز التلقيح اقتصر على مشروعيته من عدمها ، لكن الذي غاب في النقاش هو هل الحكومة المغربية اتخذت القرار المذكور بناء على اجتهاد خاص منها ،ام ان القرار جاء لتنفيذ برامج امرت بها منظمة الصحة العالمية وان اتخذت هذه الأخيرة موقفا تكتيكيامن هذا الإجراء لذر الرماد في الاعين كون هذه المنظمة نفسها طلبت من دول العالم ما اسمته بالالتزام السياسي لتمرير وتطبيق ما يصدر عنها من إجراءات وتدابير يزعم محاربة وباء كوفيد19.
ذلك انه إذا كانت هناك استقلالية في اتخاذ القرار المذكور فان تعامل الحكومة المغربية مع مظاهرات الاحتجاج سيكون بشكل إيجابي ومختلف عكس ما اظهرته حتى الان مع الرفض الذي ابداه المغاربة الملقحين والغير الملقحين من قرارها الغريب والصادم .
واذا كانت مصلحة الدولة فوق كل اعتبار، فان الحكومة المنتخبة من الشعب والممثلة له عليها الانصات لشكواه، خاصة وأن ان احتجاج المغاربة لن توقفها القوة التي تعتمدها الحكومة كاسلوب للتعامل مع الاحتجاج.
أن شعار الكرامة الذي رفعه المغاربة للتنديد بقرار جواز التلقيح يعقد الامور لما لمفهوم الكرامة من معنى ووقع خاص في عقل ووجدان المواطن المغربي، وهو ما سيعقد الوضع ويزيد الامر سوءا فيما سيأتي من قادم الايام .
أن ما يجب على الحكومة المغربية فهمه هو ان مصلحة المغاربة ومستقبلهم يحددان في المربع الداخلي للوطن ،ولا حق لاية جهة خارجية وباية صفة التدخل برسم معالمهما مهما كان دافعها وغايتها الظاهرة.
أن أهم ما تتصف به اية حكومة في العالم هو ان تكون حكومة سياسية منصتة لهموم مواطنيها وتتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب حفاظا على الامن الاستقرار وتكريس ثقة المواطن في حكومته وبلده.
والحكومة المغربية وانطلاقا من هذ المعطى عليها ان تكيف قراراتها بما يتماشى والحالة النفسية للمغاربة خاصة إذا تعلق الأمر بكرامتهم وقد أجمعوا على أن اجبار جواز التلقيح فيه تنقيص من وطنيتهم وإهانة لهم .
فهل تتعقل الحكومة المغربية وتنظر من زاوية انها ممثلة للمغاربة و تتراجع عن قرارها ا يفرض جواز التلقيح ام تتمادى في تجاهلها لصرخات المواطنين التي لا يعرف احد مداها ولا اين ستقود البلاد ،ذلك هو اختبار هذه الحكومة التي لم يكن فيما اتخذته علاقة باجبارية جواز التلقيح وحتى الان متسم بالحكمة وبعد النظر .
يقال البدايات عنوا النهايات ،والمؤكد ان الحكومة الحاليةمازالت في بدايتها ولها ان تختار هي كيف تكون نهايتها التي يبدو ان استمر الحال على ما عليه ان تحصل نهايتها قبل اوانها .
بقلم الاستاذ اليزيد كونكا