أمر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة طنجة، يوم أمس الثلاثاء 17 ماي الجاري، بإيداع رئيس جماعة السواكن التابعة لإقليم العرائش السجن على ذمة التحقيق في قضية اختطاف أحد منافسيه في انتخابات 8 شتنبر.
وكان المطالب بالحق المدني، الذي يشتغل كمحام، قد اختطف من قبل شخصين أدانتهما غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بطنجة بخمس سنوات نافذة في حق كل واحد منهما، مع أداء أحدهما للطرف المدني تعويضا قدره 100.000 درهم.
ووجهت للمدانين تهم تتعلق بالاختطاف والاحتجاز والاعتداء بالضرب، بيد أن المحامي أكد أن رئيس جماعة السواكن، الذي كان ينافسه في الانتخابات، هو من قام بتدبير عملية الاختطاف.
وتبعا لذلك، باشرت المصالح الأمنية تحرياتها التي أسفرت عن استدعاء رئيس الجماعة إلى التحقيق والاستماع إلى أقواله، قبل يصدر قرار بإيداعه السجن إلى حين استكمال أطوار هذا الملف الشائك.
وتجدر الإشارة إلى أن تفاصيل القضية تعود إلى 8 شتنبر 2021، عندما تعرض المحامي المرشح باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، لعملية اختطاف وصفت بـ”الهوليودية”.
هذا، واتهم المحامي عصابة موالية لرئيس جماعة السواكن المنتمي إلى حزب الاتحاد الدستوري، الذي كان رئيسا للجماعة خلال الولاية السابقة، بترهيبه قصد ثنيه عن منافسته على رئاسة الجماعة.
وكان المحامي المذكور متوجها هو ومرافقين اثنين له على متن سيارة من طراز “هونداي تيكسون”، في ساعة متأخرة من يوم 8 شتنبر، الذي أجريت خلاله الانتخابات الأخيرة، من القصر الكبير إلى دوار أولاد الشهبي بجماعة السواكن، للالتحاق بمستشارين يساندونه، فتمت محاصرتهم بسيارتي “داسیا” و”مرسيدس 207″، ليتفاجأ بحوالي 10 أشخاص وهم يضعون قناعا على عينيه وفمه، والأمر نفسه بالنسبة لأحد مرافقيه، بينما تمكن الآخر من الفرار.
هذا، وعمد منفذو العملية إلى الزج بالمحامي ورفيقه في سيارتين منفصلتين، ثم احتجزوهما بمنزل سكني، وذلك لترهيب المحامي للتراجع عن الترشح لرئاسة الجماعة وعدم منافسة الرئيس السابق لها.
وبعد ساعات من الجحيم والاحتجاز، قام المختطفون بالتخلص من المحامي ومرافقه قرب محطة بنزين تقع بطريق جماعة السواكن، حيث رصدتهم كاميرات مثبتة هناك، والتي كانت بمثابة الخط الرفيع لفك لغز جريمة الاختطاف.
هذا، وقادت الأبحاث والتحريات المنجزة في هذه القضية إلى تحديد هوية صاحب “مرسيدس 207” وشاب آخر، ليتم توقيفهما بعد مرور أيام على الواقعة، ومتابعتهما فيما بعد، ثم تقرر استدعاء رئيس الجماعة هو الآخر للتحقيق معه بعد ورود اسمه في هذه القضية المثيرة.