شهد ميناء الوطية بطانطان، يوم الخميس 3 يوليوز 2025، عملية إنقاذ بحرية معقدة ومثيرة، عقب وصول سفينة الصيد “ميمونة 1” إلى الميناء بعد عملية قطر استثنائية نفذتها سفينة الإنقاذ “أموكار”، إثر عطل مفاجئ وشامل في المحرك، جعل السفينة ومَن على متنها عرضة لمخاطر البحر المفتوح.
وتعرضت السفينة للعطب على بعد أكثر من 60 ميلاً بحرياً عن الساحل، وسط تيارات بحرية عنيفة وظروف جوية صعبة، ما تسبب في حالة استنفار حقيقية، تفاعل معها طاقم سفينة القطر “أموكار” بكفاءة واحترافية رغم تأخر نسبي في انطلاق المهمة.
ورغم صعوبة الظروف، نجح الفريق المتدخل في إنقاذ ثمانية بحارة كانوا يواجهون خطر الغرق، وتمكن من سحب المركب المتعطل إلى بر الأمان بعد ساعات من الجهود المضنية، استخدمت فيها معدات متخصصة وتقنيات ربط دقيقة في قلب البحر الهائج، ما تطلب مهارة عالية لتفادي أي خسائر بشرية أو مادية.
العملية أعادت إلى الواجهة أسئلة ملحة حول مدى جاهزية منظومة التدخل البحري، إذ ورغم النهاية الإيجابية، أثار التأخر الذي شاب انطلاق عملية الإنقاذ انتقادات مهنية، وطرح الحاجة الملحّة إلى مراجعة آليات التنسيق واتخاذ القرار في مثل هذه الحالات الطارئة.
ويؤكد مهنيون في القطاع البحري أن مثل هذه الحوادث تستدعي تعزيز البنيات التحتية للإغاثة البحرية، وتوفير محركات طوارئ احتياطية وتجهيزات اتصال متطورة على متن السفن، إلى جانب تكوين فرق متخصصة قادرة على التدخل السريع في مختلف الظروف البحرية.
وتلقى طاقم “أموكار” إشادة واسعة من متتبعي القطاع، بالنظر إلى شجاعته وكفاءته العالية في تنفيذ المهمة، خصوصًا في تثبيت وسائل الربط والقطر وسط أمواج عاتية، ما يعكس مهنية تستحق التنويه وتُبرز أهمية الاستثمار في رأس المال البشري ضمن قطاع السلامة البحرية.
وفي المحصلة، تُعد حادثة “ميمونة 1” درسًا ميدانيًا حقيقيًا يستوجب تحويل التجربة إلى خطوة عملية نحو تقوية منظومة الاستجابة السريعة، بما يكفل حماية أرواح البحارة والحفاظ على السلامة البحرية في سواحل المملكة.
التعاليق (0)