اضطر مصطفى وهو متشرد ينحدر من مدينة طانطان الى العودة الى مسقط راسه في رحلة علاج غير موفقة قطع بسببها أزيد من 600 كلم ذهابا وايابا ،و ذلك بعد ان اغلقت السلطات الصحية والمحلية ابواب العلاج في وجهه بالمستشفى الاقليمي لانزكان .
وبدات قصة مصطفى لحظة العثور عليه من طرف أمن مدينة طانطان ليلة الاحد الاثنين في حالة مزرية جدا وهو مدرج في دمائه بجوار السوق الاسبوعي عين الرحمة، بحيث افادت بعض المصادر انه تعرض لاعتداء من طرف اشخاص كانوا يعاقرون الكحول ، ولم تتمكن السلطات الامنية حينها من التعرف على هويته ولهذا الغرض تم استدعاء احد الفاعلين الجمعويين بالمدينة وهو بالمناسبة شاب معطل يدعى محمد التلويني معروف بنشاطه التطوعي في هذا المجال ، هذا الاخير وبعد معاينته له استطاع التعرف عليه ، وبحكم كونه قد اشرف على مرافقة العديد من حالات المرضى النفسيين والمشردين في رحلات العلاج و بلغ عددهم 150 حالة ، فقد حصل على إذن من النيابة العامة بنقل ابراهيم الى المستشفى الحسن الثاني بطانطان وبعد تقديم الاسعافات الاولية له قررت ادارة المستشفى تحويله الى المستشفى الاقليمي لانزكان لإتمام الفحوصات وعرضه على طبيب الامراض النفسية.
وحلت سيارة الاسعاف القادمة من طانطان بمدينة انزكان منذ الساعة السادسة من صبيحة الثلاثاء ، ليبدأ مشوار آخر من المعاناة بحيث رفض المستشفى استقبال الحالة واشترط توفر اذن من السلطات المحلية والامنية وخاصة وان آثار كدمات ودماء وجروح تبدو على المريض ، وهو الامر الذي لم يتمكن مصطفى من الحصول عليه ، وبعد مرور ازيد من اربع ساعات من الانتظار والانتقال بين الدوائر الامنية ومقاطعات المدينة اضطرت سيارة الاسعاف ان تعود بمصطفى ودمائه الى بلدته طانطان في رحلة علاج غير موفقة .