إلى تبّون ومن معه.. ليلة سعيدة
بحس إنسانيّ صادق.. أتمنّى لكم السيد الرئيس ليلة سعيدة هذه الليلة بالضبط.. خاصّة وأنكم في غمرة الإحتفال بعيد النصر.. وملامح النشوة بادية على إطلالتكم صبيحة هذا اليوم عبر الشاشة تتذكرون أمجاد البلد المليون والنصف أو أكثر بكثير خلال فترة التحرير..
تلك النشوة التي ستتحوّل لا محالة إلى حفل مسائي وسهرة مفتوحة على كل المذاات هناك بنادي الصنوبر مقر العصابة..
هي النشوة للأسف التي لم تغب الشمس حتّى هدّم الإعتراف الإسباني بمغربية الصحراء.. هدّم الخيمة على من فيها وبما فيها من نياشين ما تبقّى من أفراد العصابة..
لذلك أخالك سارداً مذهولاً.. مطأطئ الرأس المكبّل بين يديك.. وانت تسمع إعادة القرار التاريخي وبجميع اللغات حتّى تتيقّن أكثر..
أخالك والعصابة هناك كأنّ على رؤوسكم الطير..وأحدهم يردد كالأحمق.. (إلاّ إسبانيا.. هذه خيانة)
نعم هي خيانة لكل الرشاوي التي قدمتموها لإسبانيا كل هذه الفترة بعمر النزاع في الصحراء
هي خيانة لعقدة توريد الغاز بثمن زهيد جدّا وما زال ساري المفعول مقابل استقبال بن بطوش بشكل سري
نعم إلاّ إسبانيا.. لأنكم تعرفون جيّداً وزن وأهمية وتأثير هذا الإعتراف الذي تأخر كثيراً.. باعتباره البلد المستعمر للصحراء المغربية.. وامتلاكها لأرشيف المنطقة قبل الإستعمار وبعده.. ذاك الأرشيف الوثائقي الذي لا محالة لن يعزّز إلاّ مغربية الصحراء
نعم إلاّ إسبانيا التي راهنت عليها دائماً النظام الجزائري كحليف ثناني بالمنطقة في خدمة أجندة الإنفصال..
لذلك أحسست بألمكم السيد الرئيس.. وحجم الأرق المزمن الذي سيسكنكم منذ هذه الليلة..
ذاك الأرق الذي لن يتشافى إلاّ بالدعاء لك بليلة سعيدة مادام كل حبوب النوم لن تجدي في مثل حالتك أي شيء..
طابت ليلتك ..السيد الرئيس
مع تعازينا الحارة في وفاة جمهورية الجزائر الصغرى بتيندوف..
بعد حفل العزاء أدعوكم السيد الرئيس إلى حزم حقيبتكم وبسرعة في اتجاه رباط الخير.. فأسواره ما زالت مشرّعة..وباب الثوبة مفتوحة.. وقد يكون موقفك هذا كمن أدركه العقل والتعقل آواخر عمره..
أو على الأقل تقديم استقالتك بمعية العصابة تعبيراً على فشل مشروعكم وتآكله بشكل مهين
عليكم أن ترفعوا الراية البيضاء.. فأنتم لستم أحسن من ألمانيا وإسبانيا أو مجموعة الدول التي صادقت على القرار الأخير لمجلس الأمن..
ولان ذلك مستبعد جدّاً.. فالرجاء البقاءصامين كصمت هذه الليلة فشر البلية ما يضحك..
َكصم إعلامكم الذي كان إلى حدود الأمس يتسابق في نشر كل خبر عدائي منشور بالصحف الإسبانية طيلة مدة هذا النزاع.. وأضربت اليوم عن القرار الإسباني ذات الصلة بالإعتراف بمغربية الصحراء..
نعم هي فترة عزاء في جزائر العصابة وأبواقها وبالمناسبة أشكر البوق الكبير المسمى بن سديرة على أخلاقه العالية التي منعته في أن يعطي لنا (طرحة) كما فعل بوتين.. بل طلبنا ان نحمد الله.. والاّ لتجولت دبابات جزائرية وسط الرباط..
شكراً لك على هذا التصريح الذي اعتبرناه ذاك الهديان المرافق لسكرات الموت.. مع تقبل واجب العزاء كما يفرض علينا الواجب الديني.. الذي أوصى بالجار ولو كان مسؤولاً جزائريّاً
فمن العيب وقلة مروءة أن نطلق الرصاص على الجثث.. وأن نحارب الأغبياء
فتاريخنا الإمبراطوري كان دائما مناصراً للضعفاء آخرها مجموعة وجدة..
تاريخنا الإمبراطوري علّمنا أن الراية البيضاء ليست سلعة مغربيّة..
علماّ أن قلبنا أبيض شفّاف ككأس البلّور…
لكن يخدش يد من يلامسه بسوء..
يوسف غريب