بعد فشل كل المحاولات طيلة 24 ساعة وأكثر من طرف الجهات الأولمبية المغربية والدولية بمعية القنصل المغربي للسماح للبعثة الإعلامية المغربية المرافقة للوفد الرياضي المغربي المشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط.. وبعد ليلة بيضاء داخل مطار وهران..
كانت الجملة المفصليّة لمسؤول جزائري هي
( أوامر عليا.)
وهي الجملة التي تبدو في نظري عادية ومنتظرة بخلاف ما ذهب اليه بعض الإخوة الإعلاميين معتبرين ذلك فضيحة تضر بسمعة البلد ونظامه..
ومتى كان هذا النظام العسكري ذو مرجعية أخلاقية في علاقته مع الجيران في البر كما في البحر..
متى كان تاريخه نظيفاً حتّى يتأثر بهذا الموقف العدائي..
النظام نفسه بهذا الدولة فضيحة.. ولا يصدر عن القبيح الا القبح..
لذلك أعتبر ان قرار المنع هذا منسجم تماماً مع عقيدته وفلسفته العدائية.. وفي هذا الإطار أعلن إحترامي لموقف المنع الذى اتخذوه في حق البعثة الإعلامية المغربية وبأمر رئاسي ومن أعلى المستويات لأنهم غير منافقين.. بل كانت لهم الجرأة والشجاعة الكافية لإعلان وإشهار هذا العداء للعالم..
هي فرصة لا تعوّض.. ولذّة ساديّة لن تتكرر مستقبلاً جاءت للسيد تبّون ومن معه من أزلام النظام أن يأخذ هاتفه الأحمر ويصدر أمر المنع ( رجعوا دوك المروك.. ْنييتْ ادخلوا لوهران)
فلتتركوه يستمتع بنشوة تنفيذ القرار الوحيد ضدّنا بعد أن فشلت كل القرارات الأخرى..
اتركوه ينام هذه الليلة بهذا المسكّن.. الشبيه بليلة الانتصار علينا بإقصائيات كأس العرب..
أتركوه ينام.. فقد عاش قبلها كابوس مشاهدة الراية المغربية بمطار وهران.. واناقة الوفد المغربي البشوش.. و زغاريد الإخوة الجزائريين وتصفيقاتهم لحظة الإستقبال..
هذه كوابيس مزعجة لنظام العسكر الذي بنى مشروعه على نقل العداوة بين الشعبين.. وقبل أشهر فقط نتذكر كيف قامت العصابة بإنزال مخابراتي بإحدى مدرجات الملعب وشعارات معادية لبلدنا حتى توهم الرأي العام بجماهيرية العداء..
كان الإستقبال الشعبي جوابا لما سبق ولكل أطروحاتهم العدائية..
وكان قرار المنع جوابا بل دواء مسكّنا لهذه الكوابيس..
كان الإزعاج الأكبر والمفاحئ الذي أربك حساباتهم هي قرار الدولة المغربية بالمشاركة رغم بعد السفر والتنقل بين المغرب الى تونس وكراء الطائرة التونسية نحو وهران..
كانوا ينتظرون العكس.. وقد يكون لبلدنا الف مبرر – لو فعل ذلك- .. ولا يلام..
حتّى وبعد الإعلان عن المشاركة أطلقوا بوقهم الكبير المسمّى بنسديرة يحذر المغاربة بطردهم من المنافسة كلما رفع أحدهم قميصه الرياضي لإظهار خريطة المغرب بصحرائه.. مؤكدا على أنه توصل بمعلومات في الموضوع..
إليه.. وإلى من وظّفه نقول بأننا نفرق بن الملاعب.. فالرياضة رياضة.. لاغير. ولسنا بهذا المستوى من الضعف والوهن حتى نستغل هذا المجال من أجل صحرائنا… ولنا فائض كبير من الثقة.. وبالمباشر أغلقنا هذا القوس نهاذبا بعد اللاءات الثلاث
ولسنا مثلكم تخافون من شلة صحفيبن صدرت في حقهم آوامر عليا بالمنع من الدخول.. لسنا بهذا الفوبيا حين منعتم صحفيبن جزائريين من تصوير الفندق بمراكش أثناء استضافه لفريق الخضر.
أمّا العصابة فلايهمّها شعار هذه الألعاب الذي يهدف إلى التقارب بين الشعوب المتوسطية.. فالنظام نفسه وبدون الألعاب أغلق حدوده مع تونس.. مع ليبيا.. مع مالى.. و لا طريق معبّدة إلى موريتانيا.. و الازمة مع إسبانيا وفرنسا التي قاطعت الألعاب..ووو
نحن أمام مفارقة غريبة في نسخة هذه الدورة.. بشعار التقارب داخل بلد التباعد
ولقد كانت اللجنة الأولمبية الإسبانية صادقة حين اوصت وفدها الرياضي بعدم مغادرة القرية الأولمبية.. لأن خارجها غير آمن..
وكانت الاعبة من نفس البلد صريحة حين خاطبت والدتها ب( ما زلت حيّة أمّي)..
كل هذا ثانوي وتفصيل صغير أمام النشوة الكبرى اليوم بقصر المرادية والعصابة تنتشي بإرجاع البعثة الإعلامية إلى المغرب..
أتركوهم من فضلكم..
فليس من عاداتنا إطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف..
وليس من تربيتنا معاداة المرضى وانفصامي الشخصية.. القادرين على تشويه بلدهم وإفشال عرسهم الرياضي العالمي بأيديهم دون أن يدركوا ذلك..
اعزلوهم..
عزلة الجماعة المرضى بالطاعون
يوسف غريب