أوكرانيا تخوض حربا من نوع آخر ضد روسيا وتحرز فيها تقدما لافتا

اوكرانيا خارج الحدود

أكادير24 | Agadir24

كشف مقال نشر في مجلة “ماذربورد” (Motherboard) أن أوكرانيا تخوض حربا من نوع آخر ضد روسيا وتحرز فيها تقدما لافتا مع مرور الأيام.

وجاء في المقال الذي كتبه الصحفي لورينزو فرانسيشي بيشيراي، في المجلة التابعة لشبكة “فايس” (Vice) الإعلامية الأميركية، أن “مجموعة واسعة من التقنيين والقراصنة الإلكترونيين تهاجم الدوائر والأجهزة وشبكات الإنترنت الروسية، وتحرز انتصارات كبيرة”.

وكشف الكاتب أن الموقع الإلكتروني “رو تيوب” (Ru Tube)، الذي يعد أكبر خدمة بث في روسيا على منصة يوتيوب، انقطع عن شبكة الإنترنت لمدة 3 أيام متواصلة شهر ماي الماضي، جراء ما وصفته الشركة الروسية بــ”أكبر هجوم سيبراني” تتعرض له على الإطلاق.

انتصارات متتالية

قال الصحفي بيشيراي، المتخصص في تغطية القرصنة الإلكترونية والأمن السيبراني، أن “مجموعة متطوعة من التقنيين والمتسللين المعروفين باسم جيش تكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا أعلنت مسؤوليتها عن مهاجمة الموقع الروسي”، واصفة الهجوم بأنه “أكبر انتصار في الحرب السيبرانية”.

وأضاف ذات المتحدث أن “القراصنة الأوكرانيين كشفوا أنهم قاموا بتغيير كلمات مرور المسؤولين، وحذفوها وسرقوا بيانات داخلية هامة، وقاموا حتى بالاستيلاء على بطاقات دخول الموظفين إلى غرف خادم (server) الشركة”.

ومن جهته أعلن جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني، بعد يومين فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا، أنه “أوقع العديد من الضحايا الروس، بما في ذلك شركة “مفيديو” (Mvideo) -وهي أكبر سلسلة متاجر إلكترونية استهلاكية في روسيا من حيث الإيرادات”.

وأكد الجيش أيضا أنه “تمكن من الإطاحة بشركة “كيوي” (Qiwi) لخدمات الدفع الروسية، وشبكة “أسنا” (ASNA) التي تضم أكثر من 10 آلاف صيدلية في روسيا، ونظام المعلومات الآلي الموحد للحكومة الروسية (EGAIS)”.

بنية “فريدة وذكية”

يصف عدد من الخبراء في الأمن السيبراني جيش تكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا بأنه يتوفر على “بنية فريدة وذكية”، بإمكان هيكلها التنظيمي وتأثيرها التشغيلي قيادة فن الحرب السيبرانية وحرب المعلومات في الصراعات المستقبلية.

وإلى جانب ذلك، يرى هؤلاء الخبراء أن “جيش تكنولوجيا المعلومات يعد أيضا أداة تتيح للحكومة الأوكرانية استغلال متطوعين من جميع أنحاء العالم في أنشطة لشن هجمات ضد الحكومة وبعض مواقع الشركات في روسيا وذلك عبر استخدام العديد من الحواسيب”.

وتوقع هؤلاء الخبراء أن “تكتسح أوكرانيا الفضاء الرقمي الروسي بفضل خبرتها الواسعة في هذا المجال”، لكن هذا الأمر قد يحذو بروسا إلى شن هجمات “مدمرة ومتطورة للغاية”.

حرب عصابات إلكترونية

لم تقف روسيا موقف المتفرج من الهجوم الرقمي الذي تتعرض له من الجانب الأوكراني، بل حاولت بدورها شن هجمات مضادة، سعت من خلالها إلى اختراق البنى التحتية الحيوية والهياكل الأساسية لتكنولوجيا المعلومات عبر هجمات معقدة وأساليب ومتطورة.

وتعليقا على هذا الموضوع، قالت مارينا كروتوفيل، أخصائية الأمن السيبراني الأوكرانية الأصل، في حديثها لمجلة “ماذربورد”، أن “روسيا بذلت بالتأكيد جهدا موجها بشكل كبير نحو البنى التحتية الرقمية لأوكرانيا، لكنها لم تكشف عن أي إستراتيجيات أو أدوات أو أساليب جديدة أو غير معروفة من قبل”.

ووصفت كروتوفيل معظم المحاولات الروسية لاختراق الأمن الرقمي الأوكراني بأنها “بائسة”، وتقتصر على “سيناريوهات الهجوم النمطية والموحدة مثل تسريب البيانات أو محوها من الحواسيب المستهدفة”.

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.