تتجه الولايات المتحدة نحو إقرار حظر شامل لتطبيق التواصل الاجتماعي الصيني “تيك توك” بسبب مخاوف أمنية واستراتيجية.
وحسب ما كشفه نواب الكونغرس الأمريكي حول مضمون مشروع موازنة البلاد للموسم المقبل، فإنه يشمل بندا يوجب حظر تطبيق التواصل الاجتماعي “تيك توك” من الهواتف والحواسيب الحكومية.
ويتجه المشرعون الفيدراليون نحو المصادقة على هذا القانون، بعد موافقة مجلس الشيوخ عليه، وهو الأمر الذي سيجعل التطبيق الصيني محظورا على مختلف الأجهزة بحلول منتصف شهر فبراير المقبل.
وليست الولايات المتحدة البلد الوحيد الذي يحظر “التطبيق الراقص”، بل سبقتها إلى ذلك دول أخرى مثل إندونيسيا وباكستان والهند.
الحظر المتزايد للتطبيق الصيني
أعلنت إندونيسيا عام 2018 حظر تطبيق “تيك توك” بسبب “نشر الإباحية والمحتوى غير الأخلاقي والمساس بالمقدسات الدينية” بين أفراد الشعب ذي الأغلبية المسلمة.
وفي 2020، أعلنت هيئة الاتصالات الباكستانية حظرها التطبيق الصيني، وقالت في بيان صادر عنها أن “تيك توك لم يحترم التعليمات بصورة كاملة، لذا صدرت توصيات بحظره في البلاد”.
وفي نفس السنة أيضا، حظرت الهند بدورها تطبيق “تيك توك” في كل أنحاء البلاد، تزامنا مع الخلافات الحدودية الناشبة بينها وبين الصين، مبررة هذا الحظر بـ”الدفاع عن سيادة البلاد وحماية استغلال جهات معادية بيانات شعبها”.
أما في فرنسا، فقد وقع عدد من الفاعلين المدنيين عريضة تطالب الحكومة بحظر “تيك توك”، بدعوى أن التطبيق الصيني “يسهل التحرش الجنسي بالقاصرين ويستغل في أغراض البيدوفيليا”.
لماذا تخاف الحكومات من “تيك توك” ؟
يمثل الهاجس الأمني التحدي الأكبر بالنسبة للحكومة الأمريكية التي تخشى أن يمكن تطبيق “تيك توك” السلطات الصينية من الوصول إلى معلومات حساسة قد تهدد أمن الدولة.
وكانت مسؤولة الخارجية في ولاية لويزيانا، كايل أردونين، قد صرحت بأن “تيك توك أحدث بداعي تهديد أمن عدد من البلدان”، داعية إلى حظره في الولايات المتحدة “على الفور”.
أما بالنسبة للهند، فقد اعتبرت وزارتها الخاصة بالتكنولوجيا والمعلومات أن “تيك توك وغيره من التطبيقات تعمل على سرقة بيانات المستخدمين ونقلها خلسة بطريقة غير مصرح بها من أجل معاداة الأمن القومي والمساس بسيادة وسلامة البلاد”.
وفيما يخص إندونيسيا وباكستان، فإن قرار الحظر يرجع بالنسبة لهما إلى عدم توافق محتوى التطبيق مع عادات وتقاليد البلدين، وذلك بسبب “انتشار ممارسات الاستغلال والتسليع وإضفاء الطابع الجنسي على الفتيات عبر التطبيق الصيني الشهير”.