اشتكى عدد من المواطنين ممن توفي ذووهم بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير بسبب فيروس كورونا المستجد، من ارتفاع أثمنة تجهيز ونقل الجنائز صوب مختلف المقابر بالمدينة.
ووفقا لما أكده المواطنون، فإن أثمنة تجهيز جنائز كوفيد-19 بمصلحة الوفيات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في ثمن النقل والتجهيز، انتقل من 800 درهم إلى 1400 درهم.
وسرعان ما تفاعل المهنيون مع هذا الموضوع، معتبرين أن ارتفاع مصاريف إعداد الجثث بغية نقلها صوب المقابر المعتمدة للدفن وما يرتبط بذلك من إجراءات وقائية، هو الذي رفع أثمنة التجهيز بشكل عام.
في هذا الصدد، أوضح المهدي نابولسي، الكاتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بقطاع الإسعاف ونقل الأموات، أن التسعيرة المعتمدة في نقل وتجهيز وفيات كوفيد-19 لا تتجاوز 700 درهم بالنسبة للجنائز الموجهة للدفن بمقبرة تليلا التابعة إدارياً لمدينة أكادير، و1300 درهم في اتجاه مقبرة إنزكان.
وأكد المتحدث نفسه أن تسعيرة النقل لم تسجل أي ارتفاع عن التسعيرة المعلن عنها من طرف الجماعة الحضرية لأكادير، والتي لا تتجاوز 200 درهم بالنسبة لنقل الجنائز داخل المدار الحضري للمدينة.
هذا، وبرر النابولسي ارتفاع أثمنة التجهيز بارتفاع ثمن الصناديق الخشبية في الأسابيع القليلة المنصرمة، والتي تجاوزت 250 درهم للصندوق إلى 400 درهم حسب الجودة.
وإلى جانب ذلك، لفت المتحدث نفسه الانتباه إلى ارتفاع أثمنة الأكياس البلاستيكية التي يتم استعمالها لنقل الجثة، والتي يتجاوز ثمنها 150 درهما، ويختلف أيضاً حسب الجودة ومستوى متانة البلاستيك.
وأشار ذات المتحدث إلى مصاريف الألبسة الواقية لموظفي الشركات العاملة في نقل الأموات، ومصاريف شراء مواد التعقيم المستعملة قبل نقل الجثة من مصلحة الوفيات وأثناء الدفن، وتعقيم سيارات النقل، وهي المصاريف التي تسببت بشكل مباشر في ارتفاع أثمنة التجهيز.
ورغم كل هذه الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، أفاد الكاتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بقطاع الإسعاف ونقل الأموات، أن عددا من زملائه في العمل أصيبوا بفيروس كورونا نتيجة لعملهم اليومي في نقل وفيات كوفيد-19 من مصلحة الوفيات، ونقل معظمهم العدوى لأبنائهم وعائلاتهم، الأمر الذي يجعلهم معرضين للخطر في كل لحظة أثناء تعاملهم مع الجنائز .
ولفت نابولسي إلى أن مهنيي القطاع العاملين بمستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير كانوا قد تطوعوا مجاناً لنقل وتجهيز جنائز كورونا، بعد إعطاء السلطات الإذن بنقل الجنائز بعد فترة الحظر، حيث تم تجهيز ونقل 365 جنازة بالمجان طيلة السنة الفارطة.
يذكر أن وزارة الداخلية كانت قد أصدرت بروتوكولاً خاصاً لنقل وتجهيز موتى كورونا، ينص على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية المعمول بها لمنع تفشي الفيروس، مع مواصلة التقيد بالإجراءات المعلن عنها سابقا فيما يخص عدم تجاوز 10 أشخاص، كحد أقصى، في مراسم الدفن، ومنع إقامة مراسم التأبين، وذلك ضمن جملة من الإجراءات المتخذة للحد من تفشي وباء كوفيد-19.