استيقظت اليوم باكرا ككل نساء ورجال التعليم بهذا الوطن العزيز واتجهت الى عملي على استعجال حتى أؤدي مهامي الإدارية واذهب على استعجال لأداء استحقاق ديمقراطي الذي يخول لنا اختيار ممثلينا داخل التعاضدية، ركبت الطاكسي واتجهت نحو المؤسسة الوحيدة والبعيدة المخصصة للاقتراع بالمدينة : سكينة بنت الحسين، على أمل العودة في الحين الى مكتبي، حينها صدمت بجم غفير بساحة المدرسة وجوههم مكفهرة عابسة، ورأيت بعض زملائي في العمل ينسحبون ساخطين،
فلما استفسرت أخبروني أن عملية التصويت تسير ببطء شديد وعبروا عن عزوفهم عن التصويت ومغادرتهم، فلما تقدمت نصحني بعض الواقفين بأخذ رقم الدور من الحارس لانتظار نوبتي، فإذا هو 91 فلما سألت عن الرقم الذي وصله الدور أجابني أن المناداة بالأرقام ستبدأ بعد قليل وتشير الساعة تشير إلى العاشرة والنصف، فلما استفسرته عن الواقفين في السلالم، قال لي أن هؤلاء جاؤوا مبكرا ونوبتهم ليست برقم، فأصابني الذهول، فخفف علي أحد الواقفين لما رأى دهشتي وقال، إنها انتخابات مطبوخة يا صديقي، عنوة خصصوا مكتبا واحدا لأكثر من 7000 آلاف منخرط ليكثر الزحام وينسحب المنخرطون ليصفو لهم للتحكم في النتائج، ومما زاد غضبي أني رأيت سيدة قد تجاوزت الستين تحاول بمشقة النزول دون ان تسقط من السلالم متكئة على عكازها حيث ان مكتب التصويت بالطابق العلوي رغم فراغ الأقسام بالطابق الارضي، ولم يكن هناك في ذلك الفضاء لا كراسي ولاقاعات مفتوحة بالساحة ولا مخاطب للتحاور اللهم حارس أمن مغلوب على أمره، لا يعرف من الامر شيئا،
ثم بدأت الاحتجاجات العفوية متفرقة بعد أن فاقت مدة انتظار بعضهم ساعة ونصف، وتزايد المنسحبون وارتفع الهتاف “وا على شوهة”، معبرين عن استنكارهم لاصرار التعاضدية في التعامل مع منخرطيها بهذه الدونية واللامبالاة، وعند الدخول الى قاعة التصويت اشتد الزحام، وبدأ الناس يتصببون عرقا، وألغيت الأرقام واستبدلت بالبطائق الوطنية، فصار المتأخرون الذين قدموا بطائقهم متقدمين، وأصحاب الأرقام المتقدمة الذين سلموا بطائقهم تاليا متأخرين في جو من الفوضى والغضب، وعبارات الاحتجاج والسخط من إفراغ العملية الانتخابية من محتواها والارتباك الواضح لاعضاء المكتب وسط الزحام وانتقادات المنخرطين، وبعد ثلاث ساعات من الانتظار تمكنت بمشقة من التصويت، علما أن المحجز لا يوجد به أي قلم لوضع العلامة على المرشحين فبدأت أبحث عنه بين الحاضرين ثم دخلت المحجز وصوتت، وخرجت من مكتب التصويت وأنا أرى خيبة الأمل والاحباط من سوء التسيير في الوجوه والهمهمات تسير أن فئة متحكمة تريد أن تفرض نفسها كحراس للمعبد كأنها قدرنا المحتوم.
تحيتي لكل الذين هتفوا رفضا للمهزلة، ودفاعا على كرامة رجل التربية والتكوين، ووقفوا سدا منيعا دفاعا عن المنهجية الدمقراطية وعن الوضوح والشفافية، وصبوا حت أدلوا بصوتهم، وأملي أن تلي هذه المحطة مساءلة محاسبة لكل الذين تورطو في افشال هذا العرس الديمقراطي.
فشل عضده تمديد فترة التصويت مع بعد الساعة الخامسة عصراً، وسط استغراب المتتبعين..
ابن أكادير الغيور على تعاضديته (ر. م)