أكادير : غياب سيارة إسعاف مرضى كوفيد-19 تودي بحياة سيدة وسط مطالب بإيقاف التلاعب بأرواح المرضى
توفيت سيدة بحي الموظفين بأكادير في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء 8 دجنبر الجاري، جراء مضاعفات تنفسية خطيرة نتجت عن إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد غياب سيارة الإسعاف الخاصة بنقل مرضى كوفيد-19 في الوصول إليها ونقلها من أجل تقديم الإسعافات اللازمة و نقلها إلى المستشفى الحكومي الحسن الثاني لاستكمال علاجها هناك.
وذكرت مصادر مقربة من عائلة المتوفاة لأكادير 24، بأن أخ الهالكة توصل بتصريح يسمح بولوج أخته لجناح كوفيد-19 بمستشفى الحسن الثاني، وذلك بعد إتمامه كافة الإجراءات الإدارية المتعلقة بهذا الأمر، ولم يتبق له سوى نقل أخته إلى المستشفى المذكور، إلا أن الأعراض التنفسية التي فاجئت الهالكة جعلت تدخل مصالح الإسعاف لإنقاذها أمرا ضروريا،
هذا، واتصل أخ الهالكة بمصلحة نقل مرضى كوفيد دون تلقيه أي رد يذكر، الأمر الذي جعله يتوجه إلى موقف سيارات كوفيد-19 (141) حيث صرح له أحد السائقين بأنه لا يمكنه نقل أي من المرضى دون ترخيص من المسؤولين.
هذا، و بعد اتصالات بهذا الشأن، حصل المعني بالأمر على الترخيص المذكور حوالي منتصف الليل من ليلة أمس الإثنين، ليعين لسائق سيارة الاسعاف، عنوان منزل الهالكة، و أكد له الاخير بأنه على دراية بالعنوان، وحثه على اللحاق به في أقرب وقت ممكن لإسعاف أخته التي بدأت تعاني من أعراض تنفسية خطيرة، إلا أن انتظار السائق طال لأزيد من ساعة، ليعود أحد إخوان الضحية إلى المكان المذكور حيث لم يجد أي سائق أو سيارة إسعاف في المكان المخصص لها.
إلى ذلك، و أمام غياب سيارة الإسعاف، عمد ثلاثة أفراد من عائلة الضحية إلى البحث عن السائق المذكور، مفترضين أن يتواجد في إحدى الطرق المؤدية إلى العنوان المذكور دون أن يجدوا له أثرا يذكر، الأمر الذي اضطرهم إلى إحضار أحد الأطر الصحية إلى المنزل لمعاينة الأخت أثناء مسافة نقلها إلى المستشفى بسيارة خاصة، حيث كان من اللازم التدخل لإنقاذها في الحين، إلا أنها سرعان ما فارفت الحياة نتيجة عدم الاستجابة للنجدة التي وجهتها عائلة الضحية للأطر الصحية و السائقين المنوط بهم نقل المرضى كوفيد-19 إلى المستشفيات، خاصة من هم في حالة حرجة.
في هذا السياق، استنكرت عائلة الضحية الإهمال و التجاهل الذي تعرضت له من طرف المسؤولين على نقل مرضى فيروس كورونا، و طالبت المصالح المعنية وفي مقدمتها اليقظة الوبائية بأكادير بالتدخل العاجل والفوري لإيقاف مهزلة التلاعب بأرواح مرضى الفيروس التاجي، و للتحقيق في هذه النازلة و محاسبة كل من هو مقصر في عمله خصوصاً في هذا الظرف الحساس.