أعرب عدد من الآباء والأمهات بمدينة أكَادير،عن تخوفهم من إقبال أبنائهم الذين يتابعون دراستهم حاليا بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي على الحريك(الهجرة السرية) إلى جزر الكناري”.
وأكد هؤلاء الآباء والأمهات خلال الحملات الأمنية التحسيسية التي تباشرها المديرية العامة للأمن الوطني بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، أنهم يتابعون “باستياء عميق هذا الحلم الذي يراود فلذات أكبادهم من حين لآخر”، بحيث عبر عنه بعض التلاميذ صراحة في لقاءات أمنية تحسيسية نظمتها ولاية أمن اكَادير،بعدد من المؤسسات التعليمية وخاصة بحي أنزا وتدارت وبنسركَاو وتيكوين…
وتوقف المؤطرون الأمنيون لهذه الحملات التحسيسية المنظمة في بداية السنة الدراسية الحالية، عند هذه “التعبيرات الواردة على ألسنة التلاميذ المستفيدين من هذه اللقاءات”،والتي كشفت عن رغبة عدد كثير منهم خوض غمار”الحريك”والهجرة إلى الخارج “بحثا عن آفاق جديدة” حسب اعتقادهم.
وأرجعت مصادر أمنية سبب انتشار هذه الأفكار بين صفوف تلاميذ مراهقين قاصرين،إلى ما شهدته منطقتا الشمال والجنوب من “محاولات عديدة لتهجيرمغاربة شباب وقاصرين إلى الضفة الأخرى، وهذا ما جعل الكثيرمنهم لا يهتم بدراسته ، بل صار يفكر فقط في الهجرة إلى الخارج بأية طريقة كانت ، وخاصة تلك التي عرفتها مدينة أكادير،منذ أسابيع، إذ تمكن من خلالها عدد من الشبان والقاصرين ينحدرون من حي الفرح بأكادير،وكَلميم وسيدي إفني والعيون، من الحريك في منتصف الليل،عبر قوارب خشبية بعضها انقلب في عرض البحر على مقربة من ساحل ميراللفت، حيث تمكن ستة منهم من النجاة في حين لقي سابعهم حتفه بعد وصوله إلى البر،بينما بقي ثمانية منهم في عداد المفقودين”.
ووفق مصادر عليمة، فإن مثل “هذه الأفكار الخطيرة ما كان لها أن تنتشر بين القاصرين ، لولا وجود عدد من سماسرة السراب، الذين يتربصون بهؤلاء وخاصة المتمدرسين منهم بعدما يتم إغراؤهم على ذلك،مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 5000 و6000 درهم للفرد الواحد،من منطقة أكادير إلى جزر الكناري،عبر قوارب خشبية مما يعرض حياة هؤلاء لخطر الهلاك في عرض البحر”،كما حدث منذ أسابيع بساحل ميراللفت بإقليم سيدي إفني.
هذا وينتظر الجميع أن تتحمل السلطات المختلفة مسؤوليتها للضرب بيد من حديد على هؤلاء السماسرة الذين يشجعون عددا من الشباب والقاصرين على الهجرة السرية،وذلك بتشديد العقوبة على المتورطين في هذه القضية.
عبد اللطيف الكامل