حصلت مدينة أكادير على جائزة شنغهاي للتنمية المستدامة في المدن، تتويجا للجهود التي راكمتها المدينة في التدبير المستدام للموارد المائية، وتعزيز البنية التحتية الخضراء. كان ذلك في إطار فعاليات اليوم العالمي للمدن المنظم بمدينة الإسكندرية المصرية. وهي مبادرة عالمية يقودها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبشراكة مع بلدية شنغهاي.
تهدف هذه المبادرة إلى تشجيع مدن العالم على اعتماد سياسات حضرية، تراعي الجوانب البيئية والاجتماعية، وذلك في أفق تعزيز دورها في بناء مستقبل أكثر استدامة. وفازت مدينة أكادير بالجائزة اعتمادا على خمسة ركائز:
-المجهود المبذول في تحديث الإنارة العمومية، ما جعل شوارعها أكثر أمانا وأقل استهلاكا للطاقة.
-إعادة استخدام المياه المعالجة لسقي المساحات الخضراء.
-نظام النقل السريع بالحافلات عالية الجودة الذي يقلل الضغط على الطرق، ويقلص الانبعاثات.
-مبادرة المدينة الذكية التي تُقدم حلولا تكنولوجية لتحسين الخدمات العامة.
-وأخيرا تعزيز الحدائق والمنتزهات الحضرية والمساحات الخضراء بالمدينة، مما يوفر أماكن للترفيه والتواصل مع الطبيعة.
إننا كساكنة مدينة أكادير، نستبشر خيرا بالمشروع الملكي، الذي جعل مدينتنا تعرف طفرة كبرى في جميع المجالات. وهو ما ساهم في تتويج مدينتنا بهذه الجائزة العالمية، إلى جانب أربع مدن عالمية أخرى هي: ملبورن الأسترالية، تريفاندورم الهندية، الدوحة القطرية وإيستا المكسيكية.
لكن بقدر اعتزازنا بهذه الجائزة، لا يمكننا مجاراة البعض الذي يريد طمس تاريخ المدينة، واختزاله في المجلس الجماعي الحالي. علما أن المشاريع التي كانت وراء فوز مدينتنا بهذه الجائزة التي نعتز بها، تعود للمجالس السابقة أو مدرجة في برنامج التنمية الحضرية 2020/2024، الذي وقعه رئيس المجلس السابق أمام أنظار جلالة الملك.
ومن باب “لا يَعرِفُ الفضل لأهل الفضل إلا أصحاب الفضل”، لا بد من التذكير بما قامت به المجالس السابقة، في تطوير المدينة. فمجلس السيد طارق القباج، وضع الإطار النظري للمشاريع التي تشهدها حاليا مدينة الانبعاث، خاصة الحافلات ذات الجودة العالية التي كانت من بين نقاط فوز مدينتنا بالجائزة. نذكر كذلك كورنيش الشاطئ الذي يُعتبر مفخرة وطنية لمدينة الانبعاث.
واستمر مجلس السيد صالح المالوكي في إنجاز تلك المشاريع وإخراجها للوجود. ومن بين حسنات هذا المجلس، إيمانه بالاستمرارية، وأن تراكم تجارب المجالس المتعاقبة، يعتبر عامل قوة في تطوير المدينة. وهذا ما يجب أن يفهمه المجلس الجماعي الحالي لأكادير. فإلغاء ما قام به السابقون، إنما سيعرقل تنمية المدينة، وسيشكل عائقا أمام تطويرها، وهو حلم كل عاشق لمدينة أكادير أوفلا. نذكر كذلك أن مدينة أكادير، في عهد مجلس المالوكي، حصلت على جائزة الإدارة البيئية كأفضل مدينة صديقة للبيئة في العالم الإسلامي. وذلك مناصفة مع مدينة سلطان بكازاخستان، التي تمنحها منظمة الإسيسكو.
إنه تراكم الإنجازات، وتراكم الجوائز الذي نفتخر به في مدينتنا. أما محاولة إلغاء الآخر، والتنكر لمنجزاته، فهو منطق لا يخدم المدينة. والمنطق الذي نريده لمدينتنا، هو أن ينجز المجلس الحالي أكثر مما أنجزته المجالس السابقة. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وهي منافسة تخدم مصالح المدينة.
إننا إذ نُذكِّرُ بما قامت به المجالس الجماعية التي تعاقبت على تسيير المدينة، فهدفنا هو دعم منطق الاستمرارية، والقطع مع منطق المجلس الذي يلغي كل ما قام به المجلس السابق، والحكومة التي تلغي مشاريع الحكومة السابقة. فهذا منطق ينتمي للعالم المتخلف، وبلدنا والحمد لله تُصنَّف في خانة البلدان الناشئة، الطامحة لركب سفينة البلدان المتقدمة. وهذا المنطق الذي يلغي من سبقه في التدبير، لا يتلاءم مع ما تعرفه بلادنا من دينامية تنموية وحركية اقتصادية.
ختاما نقول، بعرض بسيط للمشاريع التي يتفضل السيد عزيز أخنوش بتدشينها، نجدها تندرج في إطار معادلة ثلاثية الأبعاد: مجلس القباج يخطط – مجلس المالوكي يُنجز ومجلس أخنوش يدشن. هكذا يقول لسان تاريخ مدينة أكادير. والتاريخ لا يمكن محوه لا بلمسة ممحاة، ولا بجرة قلم.
سعيد الغماز