عادت مدينة أكادير لتصدر المشهد السياسي المغربي بعد سنوات من الغياب، وذلك عقب إعلان عزيز أخنوش، وزير الفلاحي ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ترشحه لرئاسة مجلس المدينة في الانتخابات المقبلة.
ورغم أن باقي الأحزاب السياسية لم تعلن بعد عن الأسماء التي ستطرحها لخوض الانتخابات على صعيد حاضرة سوس ماسة، إلا أن العديد من المهتمين بالشأن المحلي يتنبؤون بأن الصدام سيكون حادا وعلى أشده في قادم الأيام.
ولعل ما جعل الأضواء تسلط على هذه المدينة من جديد هو العناية الملكية التي أولاها بها ملك البلاد، سواء عبر برنامج التنمية الحضرية 2020-2024 الذي يضم مشاريع عدة ستغير معالم المدينة، أو من خلال حثه على أهمية جهة سوس ماسة وطنيا كحلقة وصل بين شمال المملكة وجنوبها.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما يجعل رحى التقاطب قوية جدا بجهة سوس ماسة هو انحدار أغلب القيادات السياسية لحزبي “الأحرار” و”البيجيدي” منها، وفي المقدمة الأمينان العامان للحزبين المنحدرين من بلدة تافراوت وإنزكان، ووزراء من “البيجيدي”، كمحمد أمكراز الذي ينتمي لمدينة تيزنيت.
تفاعل واسع مع عودة أكادير للواجهة
اعتبر توفيق السميدة، الفاعل المدني بأكادير، أن “تسليط الأضواء السياسية على المدينة مفيد جدا، ذلك أنه سيخلق المنافسة ويرفع من مستواها”، مسجلا أن أكادير تحتاج بروفايلات كبيرة وشخصيات قيادية.
وأضاف السميدة أن “أخنوش تحدث عن تنفيذ المشاريع الملكية، ومن المهم أن تتحرك باقي الأحزاب للمنافسة”، مشيرا إلى أن “ترشيح البيجيدي بلفقيه مهم جدا، ذلك أنه محام صارم وواضح”، على حد وصفه.
وأشار الفاعل المدني إلى أن المجلس المقبل تنتظره مهام ثقيلة وعلى رأسها “المساهمة بالثلث في برنامج التنمية الحضرية، وتنفيذ الأجندة الملكية المتمثلة في تحويل أكادير إلى قطب اقتصادي محوري بالبلاد”، وهو ما يقتضي وفق المتحدث نفسه “التوفر على الأطر والكفاءات لخلق الثروة وتحقيق التنمية المنشودة منذ سنوات”.