إذا توجهت بالسؤال لأحد ساكنة أكادير عن رأيهم في مدينتهم، فإن الجواب حتما سيكون أن هذه الأخيرة طالها “التهميش”، ولم تعد كما كانت عليه قبل سنين.
ويعد القطاع السياحي من أبرز القطاعات التي تراجع دورها بجهة سوس ماسة وفي مدينة أكادير حتى قبل حلول جائحة كورونا، وما كانت هذه الأخيرة سوى القشة التي قصمت ظهر أكادير وأوقفت ركيزته التي يستند إليها.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فشوارع المدينة تشهد على التهميش، بعد أن جفت من جنباتها النباتات دون أن تحظى بالتفاتة المسؤولين، إلى جانب التخريب الذي طال مختلف الحدائق التي باتت مأوى للمتشرين والمتسولين والخارجين عن القانون، فضلا عن الشواطئ الذي يتوافد عليها القاصي والداني دون توفرها على مرافق صحية !
تهميش مقصود
يجزم الكثير من ساكنة أكادير أن التهميش الذي طال مدينتهم مقصود ومتعمد، مستندين في ذلك إلى جملة من المعطيات، من بينها أن أسعار التنقل عبر الطائرة من الدول الأوروبية التي يفد منها السياح إلى أكادير أغلى بكثير من الأسعار المطبقة في اتجاه مدن أخرى كمراكش، رغم وجود نفس المسافة تقريبا.
ويفسر المواطنون هذا المعطى بكونه يهدف إلى “إبعاد السياح من أكادير بشكل غير مباشر”، وهو ما يتوافق مع وجهة نظر الفاعل الجمعوي توفيق سميدة، الذي أكد أن المعطيات والأرقام الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط تقول “أن المركز يأخذ من جهتنا الكثير ولا يعطيها سوى القليل”.
الساكنة تتهم المجلس الجماعي بسوء التدبير
وجّه مئاتُ المواطنين من سكان وفعاليات المجتمع المدني بأكادير في شهر دجنبر 2019 عريضة إلى رئيس المجلس الجماعي المنتمي لحزب العدالة والتنمية، عبروا فيها عن عدم رضاهم عن طبيعة الأشغال المتعلقة بتهيئة شوارع ومدارات المدينة، وعن “استهجانهم” لطريقة تدبير المصالح الجماعية لهذه الأوراش، و”رفضهم التام” لما ستؤول إليه.
عريضة “عدم الرضا” التي وقعها 2182 شخصا، دعت رئيس المجلس الجماعي لمدينة أكادير إلى “ضرورة مراجعة التصور المتعلق بأوراش التهيئة، خاصة وأنها ممولة من جيوب المواطنين، دافعي الضرائب”.
هذا، وطالب الموقعون صالح المالوكي بمراجعة تصور المجلس الجماعي لتأهيل المشهد الحضري لمدينة أكادير، مع الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات وتظلمات الساكنة وتوجيهات الملك.
آمال معلقة على المشاريع الملكية
استبشرت ساكنة أكادير خيرا بالزيارة الملكية للمدينة شهر فبراير 2020، والتي جرى خلالها تدشين برنامج التنمية الحضرية 2020-2024، الذي يتضمن مشاريع عدة تستهدف مختلف القطاعات، بما فيها السياحي والاقتصادي والصحي ..
وتعلق الساكنة آمالا كبيرة على هذا المشروع الذي يسير بخطى متقدمة، عله يعيد للمدينة بريقها ويعزز مواردها المالية بروافد جديدة، ويخلق فرص شغل للشباب الذين يضطر معظهم للهجرة نحو العاصمتين الإدارية أو الاقتصادية من أجل العمل.
يذكر أنه تمت مباشرة الأشغال المتعلقة بعدد من مشاريع برنامج التنمية الحضرية بمدينة أكادير، في حين بلغت الدراسات المتعلقة بمشاريع أخرى مستوى متقدما، وفقما أورده والي جهة سوس ماسة في اجتماع مجلس الجهة لدورة يوليوز، الذي انعقد مؤخرا بحاضرة سوس ماسة.