دخلت منظمة “مراسلون بلا حدود” على خط احتجاز السلطات الجزائرية لوفد إعلامي مغربي كان متوجها من أجل تغطية الدورة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وطردهم بعد ذلك.
ونددت المنظمة في تغريدة لها على تويتر بطرد الصحفيين المغاربة من مطار وهران بحجة أنهم لا يتوفرون على أي اعتماد، علما أنهم قدموا للبلاد من أجل تغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تستضيفها مدينة وهران في الفترة الممتدة ما بين 25 يونيو الجاري إلى 06 يوليوز المقبل.
وشددت المنظمة على شجبها ما وصفته بـ”الإعاقة غير المقبولة” التي انتهجتها السلطات الجزائرية أمام العمل الصحفي، بمنعها الوفد الإعلامي المرافق للوفد الرياضي المغربي من دخول التراب الجزائري.
ومن جهتها، قالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أنها تابعت بـ”استغراب كبير ما تعرض له مجموعة من الصحافيات والصحافيين المغاربة، بمطار وهران الجزائري، من مضايقات واستفزازات مجانية، ومعاملة تستهدف الحط من الكرامة، من طرف أجهزة أمنية جزائرية”.
وأشارت النقابة في بيان لها إلى أن الصحفيين والصحفيات كانوا عرضة لمجموعة من “الاستنطاقات ذات الطبيعة المخابراتية، مرورا بالاحتجاز بالمطار في ظروف قاسية، ولمدة تجاوزت 24 ساعة، ونهاية بمنعهم من الدخول وترحيلهم إلى تونس، دون مبررات قانونية أو تنظيمية”.
واعتبرت النقابة أن ما سلف ذكره “يحمل رسائل سلبية وبالغة الخطورة”، مشيرة إلى أن “الوفد الصحافي المغربي توجه إلى الجزائر للقيام بمهام مهنية، في إطار تغطية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي يشارك فيها المغرب بوفد رياضي كبير يغطي مختلف الرياضات، ولم يضم الوفد الصحافي سوى زملاء حاصلين على بطاقة الصحافة المهنية التي تحدد هويتهم المهنية الواضحة”.
وتابعت النقابة أن الصحافيين المغاربة الممنوعين من أداء عملهم بالجزائر “أعضاء في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أو أعضاء في هيئات وتنظيمات مهنية وطنية إعلامية مهتمة بالشأن الرياضي، واتخذوا جميع الترتيبات الإدارية والتقنية المطلوبة في مثل هذه التظاهرات، ولم يكن هناك أي مبرر لهذا التصرف المشين الذي ينطوي على خلفيات سياسية بغيضة”.
وكشفت النقابة أن السلطات الأمنية الجزائرية تذرعت بأن الوفد الإعلامي يتكون من أشخاص ليسوا صحافيين، وذلك “خلافا للواقع والمستندات الثبوتية الواضحة للانتماء المهني للزميلات والزملاء”.
ووصفت النقابة هذا التبرير الأخير بـ”البئيس”، مشيرة إلى أنه “يكشف عن أبشع مظاهر التضييق على حرية الصحافة، ويمثل عدوانا على الصحافيين المغاربة، يسمه التمييز والانتقائية، ما دام مقتصرا على الصحافيين المغاربة دون سواهم”.
وشددت النقابة على أن ما تعرض له الصحفيون والصحفيات المغاربة بوهران “يفضح العداء الجزائري الرسمي تجاه المغرب والمغاربة، حيث تحرص السلطات الجزائرية على انتهاز الفرص لتجسيد هذا العداء وتصريف الحسابات السياسية الضيقة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الوفد الإعلامي المغربي كان قد كشف أن السلطات الجزائرية قد أخبرته برفض “جهات عليا” منحه الضوء الأخضر لدخول التراب الجزائري، بعدما احتجز لمدة 24 ساعة بمطار أحمد بن بلة.
وفي مقابل ذلك، تحدثت وسائل إعلامٍ جزائرية عن “توقيف مجهولي هوية بلباس رياضي، ادعوا أنهم صحفيون خلال التحقيق الأولي معهم، ليتم في الأخير طردهم نحو بلدهم المغرب بعدما تبين أنهم لا يحملون أي وثيقة تثبت ما يقولونه”.