حرم أزيد من 100 تلميذ وتلميذة من متابعة دراستهم في المدرسة الجماعاتية أم الكردان، الواقعة في قيادة أديس التابعة لإقليم طاطا، وذلك بسبب تواجدها في منطقة “غير آمنة”.
وحسب ما أوردته مصادر محلية، فقد أقدم آباء وأولياء أمور هؤلاء التلاميذ والتلميذات على منعهم من الذهاب إلى المدرسة منذ الموسم الدراسي الماضي إلى حدود اليوم، بدعوى تواجد المدرسة في منطقة مهجورة، وهو ما يشكل خطرا عليهم.
وكانت المدرسة الجماعاتية المذكورة قد شيدت بدوار أم الكردان قبل ثلاث سنوات، رغم رفض ساكنة دواوير أخرى خاصة دواري “تورسولت” و”تزارت” تمدرس أبنائها بها، بدعوى أن الدوار الذي شيدت به هجرته الساكنة.
ووفقا للمصادر سالفة الذكر، فإن نسبة المنقطعين عن الدراسة بتراب جماعة أم الكردان يفوق 50 بالمائة، لأن المنطقة التي توجد بها المدرسة الجماعاتية “غير آمنة بالنسبة لتلاميذ المستوى الابتدائي، ولأن الكثافة السكانية توجد بدواري “ورسولت” و”تزارت” أكثر من غيرهما”.
هذا، وتتشبث الساكنة بنقل التلاميذ والتلميذات للتمدرس في دوار “تورسولت”، الذي يوجد فيه مقر الجماعة والملحقة الصحية والثانوية الإعدادية، باعتبار أنه دوار “آمن” للتلاميذ صغار السن، ولأن أغلب ساكنة الدواوير المعنية تمر منه عند التوجه إلى السوق الأسبوعي أو لمركز مدينة طاطا.
وتجدر الإشارة إلى أن آباء وأولياء أمور التلاميذ المعنيين خاضوا مسيرة احتجاجية، يوم الأربعاء الماضي، في اتجاه مقر عمالة طاطا، لمطالبة عامل الإقليم بالتدخل من أجل إيجاد حل لمشكل تمدرس أبنائهم، بعد أن تعذر على المسؤولين في المنطقة إنهاء هذه المعضلة.
من جهته، فى مصدر مسؤول بالمديرية الإقليمية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بطاطا ما نشره منبر اعلامي حول ما اعتبره عدم التحاق تلميذات وتلاميذ المدرسة الجماعات ام الكردان بسبب الخوف وانعدام الأمن.
المصدر أكد أن 87% من المتعلمات والمتعلمين يتابعون دراستهم في ظروف عادية بتلك المدرسة الجماعاتية منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، رغم ما سجل من تردد لدى بعض الآباء في إرسال أبنائهم إليها بناء على مزاعم ومغالطات تطغى عليها حسابات شخصية بعيدة كل البعد عن المصلحة الفضلى للمتعلمات والمتعلمين.
المصدر أضاف أن المديرية الإقليمية منخرطة بشكل جدي في تنزيل كافة الأوراش الإصلاحية، والالتزامات التي جاءت بها خارطة الطريق، بما فيها إرساء وإنجاح تجربة المدارس الجماعاتية التي جاءت لتحل العديد من الاشكالات التي تعيق التمدرس بالوسط القروي، كمعضلة الأقسام المشتركة وضعف البنيات التحتية وترشيد الموارد البشرية والمالية، فضلا عن تحقيق جودة التعلمات بالفصول الدراسية وتأمين الزمن المدرسي، والاستفادة من أنشطة التفتح والأنشطة الموازية.
وختم المتحدث كلامه بالتأكيد على أن قطاع التربية والتكوين بالإقليم “لا يحتمل المزايدات أو أن يكون مطية لقضاء مآرب ذاتية معينة، كتحريض الساكنة على حرمان أبنائها من حقهم في التمدرس بمبررات واهية، خصوصا وأن المنطقة والمؤسسة لم تسجل أي حادث يؤثر على السير العادي للدراسة بها.
يشار إلى أن المدرسة الجماعاتية أم الكردان انطلقت بها الدراسة منذ السنة الدراسية الماضية بعد توفير كافة الشروط والضمانات الكفيلة بانجاحها، من نقل مدرسي مجاني ودعم اجتماعي معزز بنظام المطعمة، وما يكفي من الأطر الإدارية والتربوية المؤهلة، فضلا عن الانخراط الايجابي للساكنة المحلية وفعاليات المجتمع المدني والمنتخبون والسلطات المحلية والإقليمية وعلى رأسها السيد عامل الإقليم.