احتفى المركز الدولي للوساطة و التحكيم خلال الملتقى العلمي الذي احتضنت أشغاله أول يوم أمس الخميس الجامعة الدولية بأكادير بالأستاذ عبد الله الجعفري الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير بحضور مصطفى الرميد وزير العدل والحريات والسيدة زينب العدوي والي جهة سوس ماسة وعدد من خيرة الفقهاء من رجال التعليم الجامعي ورجال القضاء والدفاع والإدارة والإعلام ومختلف الباحثين والمهتمين الذين أبوا إلا أن يشاركوا في هذا الملتقى ويحضرون تكريم الأستاذ عبد الله الجعفري.
و في كلمة بالمناسبة، ألقى الاستاذ عز الدين الخو رئيس المحكمة الابتدائية بانزكان كلمة في حق الأستاذ عبد الله الجعفري اشادت بالرجل وعددت مناقبه من خلال مساره المهني وعلاقاته المجتمعية والانسانية.
واعتبر الأستاذ عز الدين الخو خلال هذا الحفل، أن هذه الالتفاتة النبيلة الغالية بتكريم رمز من رموز القضاء المغربي. متسائلا كيف إذا كان المكرم من خيرة ما أنجبت سوس العالمة من رجال إنه القاضي الجليل الفقيه الأصيل فضيلة السيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير الأستاذ عبدالله الجعفري . مضيفا أن اختيار اللجنة المنظمة للملتقى بتكريم هذه الشخصية الوطنية القضائية الشامخة هو اختيار يختزل الكثير من عميق الدلالات ويحمل العديد من جوهر المعاني.
وخلص رئيس المحكمة الابتدائية بانزكان إلى أن المحتفى به فضيلة الرئيس الأول الأستاذ عبد الله الجعفري يجسد بحق مقولة الإنسان ابن بيئته، فهو ولد ورأى النور وترعرع في قبيلة أيت بعمران، إحدى أعرق القبائل السوسية الضاربة في عمق تاريخ المغرب والمعروفة إلى جانب اهتمامها بالعلم والفقه والقضاء بروحها الوطنية العالية المقاومة القوية للاستعمار الغاشم وللأطماع الأجنبية، وقد كان جد المحتفى به المشمول برحمة الله أمغار سعيد شيخا لقبيلة أيت باعمران اشتهر بمقاومته الشرسة للاستعمار ولم يخضع للمساومة ولا للتهديد رغم نفيه أواخر الأربعينات من القرن الماضي إلى مدينة الداخلة الصحراء المغربية، فلا غرابة إذن أن نجد المكرم مشبعا بروح الوطنية الصادقة والجود والكرم والتضحية والوفاء فقد ورثها أبا عن جد لذلك يحب الكثير من معارفه وأصدقائه أن ينادونه ب”أمغار” لما تحمله الكلمة من رمزية ومكانة للراحل.
ولم يكتف المحتفى به بكرم نسبه بل سعى إلى رفع مشعل العلم والفقه والتحصيل وكأن به يردد مقولة الشاعر :
”إنا وأن أحسابنا كرمت لسنا على الأحساب نتكل
نبني كما كان أوثلنا تبني ونفعل مثلما فعلوا ”
فهكذا بعد حصول المكرم الأستاذ عبد الجعفري على الإجازة في القانون وتخرجه من المعهد العالي للقضاء أواخر السبعينات استمر على مسار قضائي حافل بالعطاء والتضحيات بمختلف محاكم المغرب.
حيث عين أول مرة قاض بالمحكمة الابتدائية بالصويرة سنة 1979 ثم قاضيا بالمحكمة الابتدائية ثم رئيسا للمحكمة الابتدائية بالعيون سنة 1983 وهو في بداية الثلاثينات من عمره، ثم مستشارا بمحكمة الاستئناف بأكادير ليغادرها كنائب للوكيل العام بمحكمة الاستئناف بآسفي، ليعود من جديد مستشارا لمحكمة الاستئناف بأكادير، ليعين بعد ذلك وكيلا للملك لدى المحكمة التجارية بمراكش ثم وكيلا للملك لدى المحكمة التجارية بأكادير ثم رئيسا أولا لمحكمة الاستئناف بورزازات ليعين بعدها رئيسا أولا لمحكمة الاستئناف بالعيون ثم رئيسا أولا لمحكمة الاستئناف بأكادير حيث يعمل حاليا أطال الله في عمره وزاد في عطائه إنها فعلا مسطرة قضائية حافلة بالعطاء والتضحيات من يتأملها يتأكد بأن الرجل قد نذر حياته وأوقف جهده على خدمة القضاء وفاء لبلده وأبناء وطنه مسيرة لم يعرف خلالها الرجل طعم الاستقرار مع أسرته الصغيرة التي تستحق كل الشكر والتقدير على تضحياتها في صمت، صمت تستمده من جذور المحتفى به، وطبيعته ومن صمته وصبره وقد توج الأستاذ الفاضل هذه المسيرة القضائية بحصوله على ثقة زملائه القضاة بتمثيلهم بالمجلس الأعلى للقضاء حيث يبلى البلاء الحسن في سبيل أداء مهامه.
وأجمعت جميع التدخلات على الخلق الفاضل والعلم الغزير والتواضع الجم رجل تقي نقي يخاف الله، ولا يخشى في قول الحق لومة لائم، صادق السريرة طاهر السيرة عفيف النفس واليد واللسان ذكي لدرجة كبيرة نزيه في أداء عمله قوي في نقاشه وحجته صاحب حوار هادئ ومتزن مع الجميع مستشارين ومسؤولين قضائيين أو إداريين أو محامين أو مختلف مساعدي العدالة شديد التحفظ لا يحدث الخاصة بكلام العامة ولا يكلم العامة بحديث الخاصة فلم نسمع ولم نر منه غير ما هو حسن من القول والفعل.
كان ومازال يحث كل من يعمل معه على حسن الخلق والفضيلة والاجتهاد وقول الحق هو كالمسك الطيب كلما ارتحل من مكان ترك فيه آثر طيبه واكتسب حب وتقدير العاملين معه.
والمحتفى به رغم كثرة مسؤولياته القضائية لم ينس مجال البحث والإسهام في تنظيم والمشاركة في العديد من الندوات على المستوى المحلي أو الوطني نذكر من بينها ندوة الصلح والتحكيم والوسائل البديلة لحل المنازعات المنظمة بمدينة العيون سنة 2007 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسينية لتأسيس المجلس الأعلى (محكمة النقض حاليا) وكذلك الندوة الوطنية حول ” وحدة المملكة من خلال العمل القضائي” المنظمة من طرف محكمة النقض سنة 2011 ويضيق المقام عن سرد كل المساهمات الفكرية والأدبية للمحتفى به فضلا عن اهتمامه بالعمل الجمعوي حيث أبلى البلاء الحسن داخل جمعية الودادية الحسنية للقضاة في وقت لم يكن يعرف فيه القضاء بعد معنى العمل الجمعوي.
المركز الدولي للوساطة و التحكيم يحتفي بالأستاذ عبد الله الجعفري الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير
تابعوا AGADIR24 على
المقالات ذات الصلة
جميع الحقوق محفوظة لموقع أكادير 24 – 2024 © أكادير 24 علامة تجارية مسجلة
وصل الملائمة: 51/2017 ص، وتصدر عن شركة “AGAMEDIATIS” المؤسس: أحمد ازاهدي / شركة الاستضافة :شركة النجاح هوست